| 0 التعليقات ]


يقول الدكتور الأستاذ : عبد الله العروي في كتابه تاريخ المغرب – ص 43 :
"قضية الجنس البربري. تعارضت لمدة طويلة مدرستان : واحدة تقول بأن أصل البربر من أوروبا, و الأخرى أن أصلهم من الشرق الأوسط. أما العلماء المعاصرون, فإنهم اعتمادا على نتائج الأنثروبولوجيا الجسمانية و الاكتشافات الأثرية, يميلون إلى الاعتقاد أن البربر سكنوا المنطقة منذ زمن طويل و أن أصولهم متباينة. لم يعد أحد من الدارسين البارزين يظن أن العناصر الزنجية أو الشقراء طارئة على المغرب في القرون القريبة منا
و أن اختلاف البشرة, الذي كثيرا ما انتبه له المسافرون الأوروبيون في بداية هذا القرن, يدل على توالي أفواج غازية. بل يتفق الجميع على أن الأغلبية الساحقة من البربر مكونة من خليط بشري إستقر في العهد الحجري الصقيل.

سكنت المغرب جماعة تنتمي إلى الجنس المتوسطي الأول (أي الجنس الذي عمر حوض الأبيض المتوسط). ثم امتزجت فيما بعد مع جماعتين متوسطتين أيضا, جاءتا من آسيا الغربية عن طريقتين مختلفتين. اتخدت الأولى طريقا ساحليا فحافظت على سماتها الأصلية. أما الثانية فإنها توغلت في الجنوب معرجة على أفريقيا الشرقية فامتزجت بالعنصر الزنجي.

هذا ما يستخلص الآن من دراسة الآثار, أكانت أدوات أو هياكل عظمية. يجب هنا التنبيه على أن البقايا قليلة جدا, تغطي قسما ضئيلا من المنطقة لا يصل إلى الشمال الغربي و لا إلى الصحراء, ثم إن العظام البشرية و الأدوات الحجرية لا توجد أبدا في مواقع واحدة. لا يمكن إذن أن نقول إن النظرية وصلت إلى حد اليقين. مهما يكن من مطابقتها للواقع نلاحظ أن القائلين بها لا يفصلون في مسألة الأصل الشرقي أو الغربي بالنسبة لمجموع السكان. إنهم يسجلون الاختلاف القائم و يسقطونه على فترات ما قبل التاريخ."


التعليقات : 0

إرسال تعليق


أخي الكريم، رجاء قبل وضع أي كود في تعليقك، حوله بهذه الأداة ثم ضع الكود المولد لتجنب اختفاء بعض الوسوم.
الروابط الدعائية ستحذف لكونها تشوش على المتتبعين و تضر بمصداقية التعليقات.

المشاركات الشائعة